{صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} في ما يمثله ذلك من العلم بكل ما يصلح الكون ويفسده ،في جميع موجوداته ،ومن السيطرة عليه ،بما يجعل الناس في ثقةٍ لسلامة الخط من جهة ،وفي انقيادٍ للألوهية المطلقة القادرة من جهةٍ أخرى ،وهذا هو الصراط الذي لا بدّ لهم من الالتزام به والسير عليه ،لأن أيّ خطٍ منحرفٍ عنه لا بدّ من أن يؤدّي إلى الهلاك ،باعتباره خاضعاً للفكر الذي يختلف عما يريده الله في وحيه من الفكر ،وللوسائل والأهداف التي لا تتفق مع وسائل الرسالة وأهدافها .
وإذا كان الإنسان يتحرك في الحياة على أساس النتائج المستقبلية التي يصل إليها على مستوى المصير ،والتي تحكم حركته ،فإن عليه أن يعرف الحقيقة الإيمانية ،التي تحكم وجود الإنسان في دنياه وآخرته ،وهي حقيقة تقرّرها الفقرة التالية:{إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ} فيلتقي الجميع عنده ،بكل خطوطهم الفكرية والعملية ،ليقفوا بين يديه ،وليحدّد لهم مصيرهم من خلال ذلك كله ،إمّا إلى جنّةٍ ،وإمّا إلى نار .