{وَزُخْرُفاً} يمثل الزينة الذهبية أو مطلق الزينة التي يتزينون بها في بيوتهم .
{وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} الذي يمثل حالةً طارئةً لا تلبث أن تزول عندما تحدث بعض الأسباب الموجبة لذلك ،أو عندما يزول الإنسان من الحياة ،فلا ينبغي له أن يستسلم لذلك أو يعتبره القيمة العظيمة في حياته بحيث ينافس الناس عليها{وَالآخرةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} الذين يخافون الله ويحسبون حساب طاعته في كل مواقع حياتهم ،فالقيمة الروحية والمادية هي التي تمثل النعيم الخالد عند الله المنفتح على رضوانه ،المتحرك في خط رحمته ،ما يجعل من الارتباط بالتقوى ارتباطاً بالنتائج الكبيرة في مسألة المصير .
وهكذا تؤكد هذه الآيات أن مثل هذه المظاهر المادية التي قد يعطيها الله للكافرين الذين يريد تعذيبهم في الآخرة لا تمثل هدفاً للمؤمنين ،ولا امتيازاً للكافرين ،ولولا ما يمكن أن يحققه تخصيص الكافرين بزخارف الدنيا من نتائج سلبية على مستوى تشجيع الناس على الكفر ،لكان هذا التنوّع في طبيعة الأوضاع العامة للكافرين والمؤمنين حالةً طبيعيّةً لا تثير أيّ موقفٍ إيجابيٍّ لمصلحة الكفر ،لأنهم يرون مسألة الغنى والفقر مسألة مشتركةً بين الجميع ،من دون أن يتقدم أحدٌ منهم على آخر .
وربما احتمل بعض المفسرين أن يكون المراد بالأمة الواحدة ،الوضع الواحد في طبيعة الحياة المعاشية الناشئة من الأسباب المألوفة للعيش ،فقد أراد الله أن يختلف الناس في معاشهم من دون فرقٍ بين المؤمن والكافر ،تبعاً للظروف الموضوعية المحيطة بهم الخاضعة للنظام الكوني ،ولولا ذلك لأعطى الكافر أعلى المواقع في ترف الحياة بعيداً عن الأسباب المختلفة ،ولكن الوجه الأول أقرب للظهور ؛والله العالم .