ولم تكتف الآية بهذا ،بل استطردت أنّه إضافة إلى كل ذلك فقد جعلنا لهم مباهج وأنواع الزينة ( وزخرفاً ){[4204]} لتكمل الحياة المادية وزخارفها وزبارجها من كل الجهات ،القصور الفخمة المتعددة الطبقات ،الأبواب والأسرّة المتعددة ،وكل وسائل الزينة والنقوش والرسوم وسائر الجواذب التي يتحقق فيها مراد عبيد الدنيا وأمانيهم .
ثمّ تضيف الآية: ( وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربّك للمتقين ) .
«الزخرف » في الأصل بمعنى كل زينة مقترنة بالرسم والتصوير ،ولما كان الذهب أحد أهم وسائل الزينة ،فقد قيل له: زخرف ،وإنّما قيل للكلام الأجوف الذي لا فائدة فيه: كلام مزخرف ،لأنهم يحيطونه ويلبسونه المزوقات ليصبح مقبولاً .
وخلاصة القول: إنّ هذه الأُسس المادية ووسائل الزينة الدنيوية ،حقيرة لا قيمة لها عند الله تعالى فلا ينبغي أن تكون إلاّ من نصيب الأفراد الذين لا قيمة لهم كالكافرين ومنكري الحق ،ولو لم يتأثر الناس من طلاب الدنيا ويميلوا إلى الكفر لجعل الله تعالى هذه الأُمور من نصيب هذه الفئة فقط ،ليعلم الجميع أن هذه الأُمور ليست هي المعيار والمقياس لشخصية الإِنسان وقيمته ومقامه .
/خ35