( وزخرفا ) ، أي:وذهبا . قاله ابن عباس ، وقتادة ، والسدي ، وابن زيد .
ثم قال:( وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ) أي:إنما ذلك من الدنيا الفانية الزائلة الحقيرة عند الله [ تعالى] أي:يعجل لهم بحسناتهم التي يعملونها في الدنيا مآكل ومشارب ، ليوافوا الآخرة وليس لهم عند الله حسنة يجزيهم بها ، كما ورد به الحديث الصحيح . [ وقد] ورد في حديث آخر:"لو أن الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى منها كافرا شربة ماء "، أسنده البغوي من رواية زكريا بن منظور ، عن أبى حازم ، عن سهل بن سعد ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكره ورواه الطبراني من طريق زمعة بن صالح ، عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:"لو عدلت الدنيا جناح بعوضة ، ما أعطى كافرا منها شيئا ".
ثم قال:( والآخرة عند ربك للمتقين ) أي:هي لهم خاصة لا يشاركهم:فيها [ أحد] غيرهم ولهذا لما قال عمر بن الخطاب لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين صعد إليه في تلك المشربة لما آلى من نسائه ، فرآه [ عمر] على رمال حصير قد أثر بجنبه فابتدرت عيناه بالبكاء وقال:يا رسول الله هذا كسرى وقيصر فيما هما فيه وأنت صفوة الله من خلقه . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متكئا فجلس وقال:"أوفي شك أنت يا ابن الخطاب ؟ "ثم قال:"أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا "وفي رواية:"أما ترضى أن تكون لهم الدنيا ولنا الآخرة ؟ "
وفي الصحيحين أيضا وغيرهما:أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ، ولا تأكلوا في صحافها ، فإنها لهم في الدنيا ولنا في الآخرة ". وإنما خولهم الله تعالى في الدنيا لحقارتها ، كما روى الترمذي وابن ماجه ، من طريق أبي حازم ، عن سهل بن سعد قال:قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ، ما سقى منها كافرا شربة ماء أبدا "، قال الترمذي:حسن صحيح .