{وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ} ربما كان الضمير يرجع إلى عيسى ،باعتبار أنه ممن يُعلم به الساعة ،لأن مظهر القدرة في خلقه من غير أب يوحي بالقدرة على قيام الساعة{فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا} أي لا تشكّوا بها ولا ترتابوا ..وفيه نوع خفاء في الدلالة ،وربما كان المراد به أنه من أشراط الساعة ،فإنه ينزل على الأرض فيعلم به قرب الساعة ،فلا تشكّوا بها آنذاك ،وهو غير واضح ،لأن الحديث عنها في زمان الرسالة ،وقيل إن الضمير يرجع للقرآن ،باعتبار أنه آخر الكتب المنزلة ،وهو غير ظاهر ،ولعل الأقرب هو تأكيد ما في القرآن من الأحاديث التي تثير قضية الساعة من جوانبها الذاتية ،ومن جوانب الفكرة في ساحة الصراع بين الرسالة وبين خصومها ،مما لا يدع أيّ ريب فيها من ناحيةٍ فكريةٍ أو إيمانيةٍ في ما تحدث القرآن عن إمكان البعث وعن طبيعة الساعة في تقدير الله الذي يقرّر الحقيقة الحاسمة في ما يخبر به عنها على لسان النبي الصادق الذي لم يجربوا عليه كذباً في حياته .
{وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ} فإن الإيمان بالساعة يفرض اتباع النبي في رسالته ،لأن ذلك هو طريق الوصول إلى رضوان الله ونعيمه فيها ،وقيل إنه من كلام الله تعالى عن نفسه ،أي اتبعوا هداي أو شرعي أو رسولي ،ولعل الوجه الأول أقرب للجوّ العام .