وقوله تعالى:
{ وإنه لعلم للساعة} الضمير إما للقرآن كما ذهب إليه قوم ،أي وإن القرآن الكريم يعلم بالساعة ويخبر عنها وعن أهوالها .وفي جعله عين العلم ،مبالغة .والعلم بمعنى العلامة .وقيل الضمير لعيسى عليه السلام .أي إن ظهوره من أشراط الساعة .ونزوله إلى الأرض في آخر الزمان دليل على فناء الدنيا .وقال بعضهم:معناه أن عيسى سبب للعلم بها .فإنه هو ومعجزاته من أعظم الدلائل على إمكان البعث .فالآية مجاز مرسل علاقته المسببية .إذ أطلق المسبب وهو العلم ،وأراد السبب وهو عيسى ومعجزاته .كقولك ( أمطرت السماء نباتا ) أي مطرا يتسبب عنه النبات .وقرئ{ وإنه لعلم للساعة} بفتحتين .أي أنه كالجبل الذي يهتدى به إلى معرفة الطريق ونحوه .فبعيسى عليه السلام يهتدي إلى طريقة إقامة الدليل على إمكان الساعة وكيفية حصولها .انتهى .وهو جيد{ فلا تمترنّ بها واتبعون} أي اتبعوا هداي أو شرعي أو رسولي .أو هو أمر للرسول أن بقوله{ هذا} أي القرآن ،أو ما أدعوكم إليه{ صراط مستقيم .