/م57
المفردات:
علم للساعة: علامة لها يعلم قربها بنزوله من السماء عليه السلام .
فلا تمترن: فلا تشكن في قيامها .
التفسير:
61-{وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم} .
وإن عيسى عليه السلام من علامات الساعة ،فلا تشكوا في مجيء القيامة ،واتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم في هديه وشرعه ودينه فإنه على الصراط المستقيم ،والطريق الموصل إلى الله تعالى ومرضاته .
وقد أفادت كتب التفسير مثل القرطبي وابن كثير والقاسمي وغيرهم ،تواتر الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بنزول عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة إماما عادلا وحكما مقسطا ،كما ورد في علم التوحيد نزول المسيخ الدجال رمزا للشر والفتنة ،حيث يعطيه الله إمكانات واسعة وانتصارا مؤقتا ،ثم ينزل المسيح عليه السلام فيطارد المسيخ الدجال حتى يقتله ،ويؤيد المسيح عليه السلام شريعة محمد صلى الله عليه وسلم .
أخرج الإمام مالك ،والشيخان ،وأبو داود ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا ،فيكسر الصليب ،ويقتل الخنزير ،ويضع الجزية ،ويفيض المال حتى لا يقبله أحد ،حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها )14 .
وأخرج الإمام مسلم ،عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ،فينزل عيسى ابن مريم ،فيقول أميرهم: تعالى صل لنا ،فيقول: لا ،إن بعضكم على بعض أمراء ،تكرمة الله تعالى لهذه الأمة )15 .
والمسيح غيب من الغيب الذي حدثنا عنه الصادق الأمين ،وأشار إليه القرآن الكريم ،ولا قول لبشر فيه إلا ما جاء في القرآن الكريم ،والسنة المطهرة .
وفي قراءة أخرى:{وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم} .
وعلم –بفتحتين- أي: أمارة ودليل على مجيء القيامة ،لأن الله ينزله إلى الأرض قبل قيام القيامة ،فلا تشكن في وقوع القيامة .
وقال السدي: لا تكذبوا بها ولا تجادلوا فيها ،فإنها كائنة لا محالة .
جاء في ظلال القرآن ما يأتي:
حيث كان كفار مكة يشكون في البعث ،والقرآن هنا يدعوهم إلى اليقين ،وكانوا يترددون عن الهدى والقرآن يدعوهم على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إتباعه ،فإنه يسير بهم في الطريق المستقيم القاصد الواصل الذي لا يضل سالكوه .اه .