{لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَني} من خلال عقدة الحسد في نفسك التي تدفعك إلى الجريمة بقتل أخيك من دون تفكير بالأخوة الّتي تفرض عليك احترام رابطة الدم الّتي تربطك به ،أو بالنتائج السلبيّة في غضب الله الَّذي يزداد عليك عندما تتحول إلى إنسان مجرم قاتل لأخيه من دون ذنب ،{مَآ أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} فيمنعني ذلك من نيّة الشرّ ،لأنَّ الله يبغض الَّذين يفكرون بالشرّ للنّاس ،ويحب الَّذين يفكرون بالخير ويعملون له في القريب والبعيد ،ولهذا فإنَّ إساءتك إليَّ في كلامك وحسدك لي في نفسك ،وإعلانك عن عزمك على قتلي ،لا يبرر لي الإقدام على قتلك ،فإنَّ الله لم يأذن لي بذلك ،وهذا ما يؤدي بي إلى الامتناع عن كل ما يجلب لي سخطه ويعرّضني لعذابه ،{إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وذلك جَزَآءُ الظَّالِمِينَ} ،إنَّني لا أريد تحمّل الإثم بقتلك ،فلن أقتلك ،وإذا كنت أنت عازماً على قتلي فستتحمل الإثم في ذلك كما تتحمل مسؤوليّة آثامك الأخرى الّتي لا علاقة لها بموقفك مني ،وبذلك تكون في أصحاب النَّار الّتي هي العقاب الإلهي للذين يظلمون النَّاس بغير الحقّ ،بأي نوعٍ من أنواع البغي والعدوان .