[ 28]{ لئن بسطت إلى يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ( 28 )} .
{ لئن بسطت} أي:مددت{ إلي يدك لتقتلني} أي:ظلما{ ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} أي:دفعا{ إني أخاف الله رب العالمين} أي:من أن أصنع كما تريد أن تصنع .
/ وفي ( الصحيحين ){[2958]}:عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار .قالوا:يا رسول الله! هذا القاتل .فما بال المقتول ؟ قال:إنه إن كان حريصا على قتل صاحبه ".
وروى الإمام أحمد{[2959]}وأبو داود والترمذي في حديث سعد بن أبي وقاص قال: "قلت:يا رسول الله! أرأيت إن دخل بيتي وبسط يده ليقتلني ؟ قال:فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:كن كابن آدم- وتلا-:{ لئن بسطت ...} الآية .
/ قال المهايمي في تفسير هذه الآية:أي:إني- وإن لم أكن في الدفع ظالما- أخاف الله أن يكره مني هدم بنيانه الجامع ليظهر فيه من حيث كونه رب العالمين .انتهى .
وهو منزع صوفي لطيف .
وقال أبو السعود:فيه من إرشاد قابيل إلى خشية الله تعالى ،على أبلغ وجه وآكده ،ما لا يخفى .كأنه قال:إني أخافه تعالى إن بسطت يدي إليك لأقتلك ،أن يعاقبني .وإن كان ذلك مني لدفع عداوتك عني .فما ظنك بحالك وأنت البادئ العادي ؟ وفي وصفه تعالى بربوبية العالمين تأكيد للخوف .قيل:كان هابيل أقوى منه .ولكن تحرج عن قتله واستسلم خوفا من الله تعالى .لأن القتل للدفع لم يكن مباحا حينئذ .وقيل:تحريا لما هو الأفضل ،حسبما قال{[2960]} عليه الصلاة والسلام: "كن عبد الله المقتول ولا تكن عبد الله القاتل ".ويأباه التعليل بخوفه تعالى ،إلا أن يدعي أن ترك الأولى عنده بمنزلة المعصية في استتباع الغائلة ،مبالغة في التنزه .انتهى .