{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ} وابتعدوا عن الله بفكرهم وروحهم وحياتهم ..هؤلاء الَّذين لم يشعروا بالحاجة إلى أن يفتحوا لأنفسهم طريقاً على الله ليحسوا بوجوده في داخلهم ،وليراقبوا خطواتهم العملية في الحياة ،ما مصيرهم في الآخرة ؟هل ينفعهم ما حصلوا عليه في الدنيا من مال أو جاه أو شهوة ؟وهل يخلّصهم ذلك كله من عذاب الله كما كانوا يفعلون في الدنيا إذا وقعوا في مأزق أو مصيبة حيث يفتدون ذلك بأموالهم ؟ولكن ما قيمة مالهم ؟{لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَّا في الأرض جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ} فلا قيمة له ولا نفع له ،لأنَّ ذلك هو ما يتعامل به أمثالهم من النَّاس في الدنيا ،فيتنازلون عمّا لهم من حقوق في مقابل مال يحصلون عليه أو جاه يخضعون له ،ولكنَّ الله الغني عن عباده في وجودهم وفي كل شيء يحيط بهم ،لا يُتعامل معه بهذا الأسلوب ،إذ ليس هناك إلاَّ طاعته والإنابة إليه ،وهما السبيل إلى الحصول على رضاه والبعد عن عقابه ،{مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ} مهما قدّموا من مغريات ،{وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فتفاجئهم النَّار الّتي كانوا في غفلة عنها ،ويتعاظم لديهم الشعور بهول المصير ،