التّفسير
تعقيباً على الآية السابقة التي كلّفت المؤمنين بالتقوى والجهاد وإِعداد الوسيلة ،جاءت الآيتان الأخيرتان وهما تشيران إلى مصير الكافرين ،وتؤكّدان أنّهم مهما بذلواحتى لو كان كل ما في الأرض أو ضعفهفي سبيل إنقاذ أنفسهم من عذاب يوم القيامة ،فلن يقبل منهم ذلكوأنّهم سينالون العذاب الشديد ،فتقول الآية الكريمة في هذا المجال: ( إِنّ الذين كفروا لو أن لهم ما في الأرض جميعاً مثله معه ليفتدوا به من عذاب يوم القيامة ما تقبّل منهم ولهم عذاب أليم ) .
وقدر وردت بنفس المضمون آية أُخرى وهي الآية ( 47 ) من سورة الرعد .
ويبيّن هذا الأسلوب القرآني أقصى درجات التأكيد فيما يخص العقوبات الإِلهية التي لا يمكنمطلقاًالتخلص منها بأي ثروة أو قدرة مهما بلغت ،وحتى لو شملت جميع ما في الأرض أو ضعف ذلك ،وإِن طريق الخلاص الوحيديكمنفقطفي اتّباع التقوى والجهاد في سبيل الله والقيام بالأعمال الصالحة .