{يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا} فيلتفتون يُمنة ويسرة ،لعل هناك طريقاً للفرار ،أو منفذاً للهرب ،ولكنَّهم عبثاً يحاولون ،لأنَّ الطريق مسدودة من جميع الجوانب ،فقد أطبقت عليهم النَّار من كل جهاتهم ،فتتحطم كل محاولاتهم للخروج ،فهذه دار خلود لهم ،وأيُّ خلود هذا ؟!إنَّه ليس الخلود الَّذي يحلم به الحالمون !إذ لا مجال فيه للحياة السّعيدة ،ولا للموت ،حيث يستريحون من مشاكلهم وآلامهم الّتي تواجههم ،بل هي الحياة التي تشبه الموت في عدم الإحساس بطعمها اللذيذ ،وهو الموت الَّذي لا يعفي الإنسان من الوقوع تحت قبضة الآلام والعذابات الّتي تحفل بها الحياة ،{وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيم} .