المشركون يتحدون الرسول باستعجال العذاب
{قُل لَّوْ أَنَّ عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} إن الكافرين والمشركين يستعجلون العذاب الذي وعدهم الله به تحدياً للرسول ،ظناً منهم أنّه لا يستطيع إليه سبيلاً ،ليُظهروا عجزه أمام الناس ،وليثيروا أساليب السخرية ضدّه ..فكيف واجه النبي( ص ) هذا المنطق ؟لقد وقف وقفة الرسول الذي يعرف قدراته جيّداً ،فإنّ الله لم يسلّطه على مقدّرات الكون ،فيأمرها بإنزال العذاب على هؤلاء أو أولئك ،لأن دوره الأوّل والأخير هو إبلاغ الرسالة ،ثم لماذا يستعجلون ذلك ..؟وماذا يتخيّلون أن يحدث إذا كان الأمر بيده ؟فماذا يبقى هناك ؟إن الأمر سينتهي إلى الدمار ،وسينتهي الأمر إلى النتيجة الحاسمة فيما بينه وبينهم ،جزاءً لظلمهم ،فإن الله أعلم بالظالمين ،الذين يظلمون أنفسهم بالمعصية والانحراف والتمرد عليه .