ثم عاد ليربطهم بالله من خلال النعمة ،{قَالَ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} ،في ما منحكم من نعمه الكثيرة ،وما ميّزكم به على فرعون وقومه من اختصاصكم برحمته وبآياته وبغير ذلك من نعمٍ كبيرةٍ في كل مجالات حياتكم ...إنه تفضيل النعمة التي يختص الله بها بعض عباده لحكمةٍ هناك ،لا تفضيل القيمة التي يرفع بها بعض عباده على بعض درجات في قربهم منه ومن رضوانه ورحمته ،كما أشرنا إلى ذلك في تفسير سورة البقرة .إنه يذكرهم بهذه النعم ليفكروا ويقارنوا ،ليأخذوا النتيجة الحاسمة ،وهي أن لا شيء غير الله يمكن أن يعطي الإنسان أيّة نعمة في حياته ،لأنه لا يملكحتى لنفسهنفعاً ولا ضراً .