{فِتْنَةٌ}: الفتنة: أصلها في اللغة: الامتحان .وتستعمل في أشياء منها الكفر والشرك .
{وَالَّذينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ} ،لأن وحدة الفكر الكافر في ما تمثله من وحدة الموقف والشعور ،تمثّل الموالاة الواقعية في حركة العلاقات الإنسانية ..وهذا ما نلاحظه من الترابط الوثيق بين الكافرين ،في ما يشعرون به من وحدة المشاعر والمصالح والتحديات المضادة للإيمان ،وفي ما يتحركون به من حركاتٍ وأوضاعٍ سلميةٍ أو حربية .{إِلاَّ تَفْعَلُوهُ} فتركّزوا الولاية على أساس الفكر والخط الواحد في الحياة ،{تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأرضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} ،لأن إفساح المجال لعوامل أخرى ،داخلية أو خارجيةٍ ،مما يقوم على وحدة النسب أو اللون ،أو العرق أو الأرض ...يفسد الواقع ويحوّل المجتمع إلى ما يشبه الفوضى التي تتنوّع وتتعدّد تبعاً لتنوُّع هذه العوامل ،مما يفقد الحياة عنصر الوحدة الحقيقي الذي يمثل البرنامج الفكري والعملي للمجتمع ،بالإضافة إلى علاقة الروح والفكر والشعور ،كأساسٍ لوحدة الموقف .