{لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَن طَبقٍ} أي حالاً بعد حال ،سواء كان أحدهما فوق الآخر أو بعده .وربما قيل: إن المراد به: الرحلة بعد الرحلة يقطعها الإنسان في كدحه إلى ربه من الحياة الدنيا ثم الموت ،ثم الحياة البرزخية ،ثم الانتقال إلى الآخرة ،ثم الحياة الآخرة ،ثم الحساب والجزاء .وربما كان المراد بها: الجهد والمعاناة التي تتوالى على الناس في ما يصيبهم من مشقات الحياة ومصاعبها ومشاكلها ،مما يعبر عن المعاناة المتلاحقة التي ترهق الإنسان جسدياً أو روحياً .وقد جاء في كلام البعض ،أن التعبير بركوب الأمور والأخطار والأهوال والأحوال مألوف في التعبير العربي ،كقولهم: «إن المضطر يركب الصعب من الأمور وهو عالمٌ بركوبه » ،وكأن هذه الأحوال مطايا يركبها الناس واحدة بعد واحدةٍ ،وكلٌّ منها تمضي بهم وفق مشيئة القدر الذي يقودها ويقودهم في الطريق ،فتنتهي بهم عند غاية تؤدي إلى مرحلةٍ جديدةٍ ،مقدّرةٍ كذلك ومرسومةٍ ،كتقدير هذه الأحوال المتعاقبة على الكون من «الشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق » ،حتى تنتهي بهم إلى لقاء ربهم الذي تحدثت عنه الفقرة السابقة .وهو توجيهٌ جميل في إيحاءاته ..