{الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ} وتحمّلوا ما تحملوه من هجرة الوطن ،إلى حيث يملك الإنسان حرية الحركة في الدعوة والجهاد ويبتعد عن مواطن الضغط الذي قد يعرّضه للفتنة في دينه ،وذلك دليل الإخلاص العظيم لله ،لأنه يمثل التمرّد على كل العواطف الذاتية والخصائص الحميمة ،من أجل الله وحده ،{وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ} في ما بذلوه من أموالهم للدعوة والجهاد ،ومن خلال ما واجهوه من أخطاء مادية ومعنوية في هذا الاتجاه ،حيث فقدوا أيّ معنىً للجانب الشخصي في حياتهم ،وتحولوا إلى عنصر متحرك في نطاق الجوانب العامة المتصلة بالله وبالحياة ،أولئك{أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ} من كل النماذج الأخرى التي قد تعمل الخير في المجالات المحدودة{وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} برحمته ورضوانه وجنته