{يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} من خلال ما يصنعونه من آلهة بأيديهم أو بأوهامهم ،ثم يسبغون عليه من خيالهم صفات الألوهيّة ،ويحدّدون للناس المسار على أساس ذلك ،فإذا بالخطط الفكرية والسياسية والاجتماعية تنطلق من قاعدة العبوديّة لهذا الإنسان أو ذاك ،أو لهذا الهوى أو ذاك ،من أجل أن يثيروا الضباب في وجه الداعين إلى الله ،ويحركوا الظلمة في قلوب الناس ،ويثيروا العواصف العمياء الحاقدة ،ليطفئوا نور الله ودينه وشريعته بكلماتهم الكافرة المضلّلة غير المسؤولة ،في ما يطلقونه من اتهامات ،ويثيرونه من شبهات ،وينسجونه من حبائل المؤامرات .ولكن الله بالمرصاد لهم في ما يمكرون ويدبرون{وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ} بإيصاله إلى كل قلبٍ وعقلٍ وروح ،لأن هذا النور هو النور الذي يتحرك في آفاق الروح والعقل ،ليبعث الهدى ،ويهدم الضلال ،ويحقّ الحق ،ويبطل الباطل ،بكلماته{وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} الذين يكرهون كل إشراقات الروح ،وفيوضات النور المتفجر من رسالة الله .