{لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ}: كناية عن إعطاء المركوب من فرس أو بعير أو غير ذلك .
{حَزَناً}: ألماً في القلب .
{وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} لأنهم لا يجدون الدابة التي تحملهم إلى أرض المعركة ،في ما كانوا يحتاجون فيه إلى الراحلة لبعد المسافة التي لا يستطيع الإنسان أن يقطعها سيراً على الأقدام ،فجاؤوا إلى النبي ليدبّر لهم أمر ذلك ،ولكنه لم يستطع تحقيق طلبهم{قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} لأن الظروف المادية لا تسمح بذلك ،{تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ} لأنهم يعيشون مسؤولية الإيمان بعمق ،فيحاولون بكل جهدهم أن يزيلوا الحواجز التي تمنعهم من التقدم ،ويرفعوا الموانع التي تؤخرهم عن المشاركة ،ولهذا فإنهم يتألّمون ويحزنون إذا لم يصلوا إلى تحقيق ذلك .إنها روحيّة الإنسان الذي يعيش الإيمان كمسؤوليّةٍ ،ويحب ممارسة مسؤوليته بلهفةٍ وشوقٍ ،فلا يرتاح لأيّ شيء يعطّل مسيرته في هذا الاتجاه .إنه يحاول ويحاول تذليل الصعوبات ،فإذا لم يوفق في ذلك ،عاش القضيّة شعوراً في العمق ،يوحي لقلبه بالحزن ،ولعينيه بالدموع ،وهذا ما يقدّره الله لهم حقّ التقدير ،ولهذا فإنه يعفيهم من أيّ شعور بالإحباط والتعقيد أمام أجواء الساحة ،فلم يجعل لأحد سبيلاً عليهم من أيّة جهةٍ في موقع القيادة وفي موقع القاعدة .