{يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ} وهذه هي المرحلة الثانية التي يفكرون في الوصول إليها ،فإذا لم يذكرهم المسلمون بسوء ،كان ذلك ضمانةً لهم ليدخلوا إلى عواطفهم من أقرب طريق ليحصلوا على الرضا عنهم ،ولكن الله يقول للمسلمين إنهم إذا أرادوا تحريك عواطفهم في خط رضاه ،فينبغي أن لا يرضوا إلا عمّن يرضى الله عنه ،فإذا ابتعدوا عن ذلك ،فلا يغيِّرون شيئاً من الموضوع{فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} الذين لم يقف بهم الفسق عند حدود الجانب العملي من الخطيئة ،بل تعدّى ذلك إلى الجانب الفكري في خط العقيدة ،حيث تحوّل إلى كفرٍ بالله ورسوله واليوم الآخر ،فكيف يمكن أن يحصلوا على رضا الله في هذا الجو ..وكيف يمكن للمسلمين أن يفكروا بالرضا عنهم ،في الخط الذي لا يرضى به الله عنهم في حساب الدنيا والآخرة ؟!