ثم زاد في تأكيد نفاقهم فقال: ( يحلِفون لكم لتَرضوا عنهم ) أي إنهم سوف يحلفون لكم طمعاً في رضاكم عنهم ،لتُعاملوهم معاملة المسلمين .
{فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ الله لاَ يرضى عَنِ القوم الفاسقين} .
فإن خُدعتم بأيمانهم ورضيتُم عنهم ،فإن هذا لا ينفعُهم ،لأن الله ساخطٌ عليهم لِفسْقِهم ونفاقهم ،وخروجهم على الدين .
روي عن ابن عباس أن هذه الآيات نزلت في الجدّ بن قيس بن قشير وأصحابه من المنافقين ،وكانوا ثمانين رجلاً أمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين لَمّا رجعوا إلى المدينة أن لا يجالسوهم ولا يكلّموهم .
وهكذا قرر الله العلاقات النهائية بين المسلمين والمنافقين ،كما قررها من قبل بين المسلمين والمشركين ،وبين أهل الكتاب والمسلمين ،وكانت هذه السورة العظيمة هي الحكم النهائي الأخير .