/م149
150-{أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون} .
إضراب وانتقال من التبكيت بالسؤال الأول ،إلى التبكيت بهذا .
أي: بل أخلقنا الملائكة إناثا ،وهم شاهدون لخلقهم ؟فإن هذه الأمور الغيبية لا تعلم إلا بالمشاهدة ،وهو هنا يناقشهم بمقتضى قولهم وأفكارهم البعيدة عن الحق والواقع ،حيث ارتكبوا ثلاثة أنواع من الكفر:
أحدها: التجسيم لأن الولادة مختصة بالأجسام .
الثاني: تفضيل أنفسهم على ربّهم ،حيث جعلوا أقل الجنسين في نظرهم له ،وأرفعها لهم .
قال تعالى:{وإذا بشر أحدكم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم * أو من ينشؤا في الحلية وهو في الخصام غير مبين} .[ الزخرف: 17 ، 18] .
الثالث: أنهم استهانوا بالملائكة ،وهم عباد مكرمون ،حيث حكموا عليهم بالأنوثة ،ولو قيل لأحدهم: فيك أنوثة ،غضب وثار لكرامته ،وليس لقائله ثوب النمر .
قال تعالى:{وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمان إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون} .[ الزخرف: 19] .
والمقصود أنهم لم يشهدوا خلق الملائكة حتى يكون قولهم هذا عن بينة ويقين .