/م4
المفردات:
لا تجعلنا فتنة للذين كفروا: لا تسلطهم علينا ،فيفتنونا بعذاب لا نحتمله ،من قولهم: فتن الفضة ،أي: أذابها .
التفسير:
{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
أي: لا تظهرهم علينا بالغلبة والتفوّق ،فيغريهم ذلك بفتنتنا وإيذائنا .
قال مجاهد: معناه: لا تعذبنا بأيديهم ،ولا بعذاب من عندك ،فيقولوا: لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا .
وقل ابن عباس: لا تسلطهم علينا فيفتنونا بذلك .
وقال قتادة: لا تظهرهم علينا فيفتتنوا بذلك ،يرون أنهم إنما ظهروا علينا لحقٍّ هم عليه .واختاره ابن جريرviii .
ولبعض العلماء رأي آخر في فهم الآية ،وهو أن المراد بالفتنة هنا: اضطراب حال المسلمين وفساده ،وكونهم لا يصلحون أن يكونوا قدوة لغيرهم في وجوه الخير ،فيكون المعنى: يا رب لا تجعل أعمالنا وأقوالنا سيئة ،فيترتب على ذلك أن ينفر الكافرون من ديننا بحجة أنه لو كان دينا سليما لظهر أثره على أتباعه ،ولكانوا بعيدين عن كل تفرق وتباعد وتأخّرix .
ويجوز أن يكون المعنى:
لا تجعلنا مفتونين بسبب محبة الذين كفروا والتقرّب إليهم ،ومتابعتهم في سلوكهم ،وتقليدهم في ملابسهم وأفعالهم .
أي: لا تجعلنا مفتونين بهم ،مسخّرين لهم . x
{وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} .
اغفر لنا ما فرط من الذنوب ،واجعلنا واثقين بفضلك ،إنك أنت ،الْعَزِيزُ .الغالب الذي لا يذلّ من التجأ إليه ،ولا يخيب رجاء من توكل عليه ،الْحَكِيمُ .الذي لا يفعل إلا ما فيه الخير والمصلحة .
وتكرار النداء للمبالغة في التضرع والجؤار .