قوله تعالى:{الله يستهزئ بهم} أي يسخر تبارك وتعالى بهم بما أملى لهم ،وكفّ أيدي رسول اللهصلى الله عليه وسلم ،وأصحابه عن قتلهم .مع أنهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار ..
قوله تعالى:{ويمدهم في طغيانهم يعمهون}؛الطغيان مجاوزة الحد ،كقوله تعالى:{إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية} [ الحاقة: 11]؛و"العمه "الضلال ؛والمعنى أن الله يبقيهم ضالين في طغيانهم ؛واعلم أن بين"يَمد "الثلاثي ،و "يُمد "الرباعي فرقاً ؛فالغالب أن الرباعي يستعمل في الخير ،والثلاثي في الشر ؛قال الله تعالى:{ونمد له من العذاب مداً} [ مريم: 79]: وهذا في الشر ؛وقال تعالى:{وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون} [ الطور: 22]: وهذا في الخير ؛وهنا قال تعالى:{ويَمدهم}: فهو في الشر ..
/خ15