{حكمة بالغة} يعني أن الأنباء التي جاءتهم حكمة ،وهذا كقوله تعالى:{وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة} والحكمة هي تنزيل الشيء منزلته اللائقة به ،ولا شك أن شريعة الله حكمة كلها ومطابقة لما فيه صلاح العباد في معاشهم ومعادهم ،وقوله:{بالغة} أي: تامة واصلة إلى الغرض المقصود منها{فما تغني النذر} ( ما ) يحتمل أن تكون نافية ،يعني أن النذر لا تغنيهم شيئاً ،ويحتمل أن تكون استفهاماً على وجه التوبيخ ،يعني فأي شيء تغنيهم ،وكلاهما صحيح ،فالنذر لم تغنهم شيئاً ،وإذا لم تغنهم هذه النذر المشتملة على حكمة بالغة فأي شيء يغنيهم ؟الجواب: لا شيء ،لأنهم معاندون مستكبرون ،لهذا قال - عز وجل -:{فتول عنهم}