وقوله ( حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ) يعني بالحكمة البالغة:هذا القرآن, ورُفعت الحكمةُ ردّا على "ما "التي في قوله ( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ) .
وتأويل الكلام:ولقد جاءهم من الأنباء النبأ الذي فيه مزدَجَر, حكمة بالغة. ولو رُفعت الحكمة على الاستئناف كان جائزا, فيكون معنى الكلام حينئذ:ولقد جاءهم من الأنباء النبأ الذي فيه مزدجر, ذلك حكمة بالغة, أو هو حكمة بالغة فتكون الحكمة كالتفسير لها.
وقوله ( فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ) وفي "ما "التي في قوله ( فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ ) وجهان:أحدهما أن تكون بمعنى الجحد, فيكون إذا وجهت إلى ذلك معنى الكلام, فليست تغني عنهم النذر ولا ينتفعون بها, لإعراضهم عنها وتكذيبهم بها. والآخر:أن تكون بمعنى:أنى, فيكون معنى الكلام إذا وجهت إلى ذلك:فأي شيء تُغني عنهم النُّذر. والنُّذر:جمع نذير, كالجُدُد:جمع جديد, والحُصُر:جمع حَصير.