{ حكمة بالغة} أي بلغت غايتها من الإحكام والتنزه عن الخلل ،ومن الاشتمال على البراهين القاطعة والحجج الساطعة .وهو بدل من ( ما ) أو خبر محذوف ،أي هو حكمة بالغة{ فما تغن النذر} جمع نذير .و( ما ) نافية ،أو استفهامية .أي:أيّ غناء تغني عن قوم آثروا الضلالة على الهدى ،فأعرضوا عنه ،وكذبوا به .وجوز أن تكون{ حكمة بالغة} جملة مستأنفة للتعجب من حالهم ،مع ما جاءهم مما يقود إلى الإيمان بادئ بدء .وهو ما يفهم من تأويل ابن كثير .وعبارته:{ حكمة بالغة} أي في هدايته تعالى لمن هداه ،وإضلاله لمن أضله{ فما تغن النذر} يعني أي شيء تغني النذر عمن كتب الله عليه الشقاوة ،وختم على قلبه .فمن ذا الذي يهديه من بعد الله ؟ وهذه الآية كقوله تعالى:{[6864]}{ ولو شاء لهداكم أجمعين} وكذا قوله تعالى:{[6865]}{ وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون} .