وقد جاءهم رسول منهم ،فكذّبوه عناداً وحسدا ،فأخذهم العذاب واستأصل شأفتهم ،بسبب ظلمهم وكفرهم .
فهذا المثل ينطبق على أهل مكة حيث كانوا آمنين مطمئنين ،فيها بيتُ الله الحرام ،وجميع العرب يعظّمونه ،ومَن دخَلَه كان آمنا لا يجرؤ أحد على إيذائه ،وكان الناس يصِلهم الأذى من حولهم ،وأهلُ مكة في حراسة البيت وحمايته آمنون مطمئنون ،كذلك كان رِزقهم يأتيهم من كل مكان مع الحجيج والقوافل منذ دعوة إبراهيم الخليل .
وجاءهم رسول منهم يعرفونه صادقاً أميناً يدعوهم إلى ما فيه كل الخير لهم وللناس أجمعين فكذّبوه ،فأذهب اللهُ هيبتهم ،ونصر رسوله عليهم ،وعادت مكة إلى حظيرة الإسلام .