/م112
{ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهمظالمون} .
أي: إن أهل هذه القرية ،قد أكمل الله عليهم النعم ،فأرسل إليهم رسولا من جنسهم ،يعرفون نسبه وصدقه ،فقابلوا دعوته إليهم بالتكذيب والجحود ،فقابل الله تكذيبهم وجحودهم بأن أرسل عليهم العذاب ،حال كونهم ظالمين لأنفسهم ،وظالمين للرسول الذي أرسل إليهم .
في أعقاب التفسير
قال الزمخشري في تفسير الكشاف:
{وضرب الله مثلا قرية ...} أي: جعل القرية التي هذه حالها مثلا لكل قوم أنعم الله عليهم ،فأبطرتهم النعمة ،فكفروا وتولوا ،فأنزل الله بهم نقمته ..
وقال الإمام ابن كثير:
هذا مثل أريد به: أهل مكة ،فإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة ،يتخطف الناس من حولها ،ومن دخلها كان آمنا ...؛فجحدت آلاء الله عليها ،وأعظمها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم ؛{فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون} .