وخلَق لكم الخيل والبغالَ والحمير أيضاَ لتركبوها ،وهي بالإضافة إلى الإبلِ كانت وسائلَ النقل ،وزينةً لكم .وهذه اللفتةُ لها قيمتُها في بيان نظرة القرآنِ والإسلام للحياة ،فإن الجَمالَ عنصرٌ أصيل في هذه النظرة ،وليست النعمةُ مجردَ تلبيةِ الضرورات من طعام وشرابٍ وركوب ،
بل هناك ما يُدْخلُ السرورَ على الإنسان ،ويلبيّ حاسَّةَ الجَمال ووِجدان الفرحِ والشعورِ بالجمال .
ومع أن هذه الوسائلَ أصبحت قديمة ،فإن كثيراً من الناس لا يزالُ يربِّي الخيلَ والإبلَ ويُسَرُّ فيها صباح مساء ،ولا تزال في كثير من البلدان فرقٌ كاملة من الفرسان والهجّانة في الجيشِ ،وهي من أجملِ الأشياء التي يحبُّها الإنسان .
{وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} .
وهذا من عَظمة القرآنِ حيثُ أشار إلى ما يجدُّ من وسائل النقل ،وستجدُّ وسائل كثيرة لا نعلمها نحن في الوقت الحاضر .والقرآن الكريم دائماً يهيّئ القلوبَ والأذهان بلا جمود ولا تحجُّر .
ولحومُ الخيل محرَّمةٌ عند أبي حنيفة ،وحلالٌ عند مالكٍ والشافعيِّ وابن حنبل ،أما لحومُ البغال والحمير فهي محرَّمة عند أبي حنيفة والشافعيّ وابنِ حنبل ،ومكروهةٌ عند مالِك ،وجميعُها حلال عند الشِّيعة الإمامية مع الكراهة .