بارزة: ظاهرة ليس على وجهها شيء .
حشرناهم: سقناهم إلى الموقف .
فلم نغادر: لم نترك .
بعد أن بين الله تعالى أن الدنيا فانية زائلة وأنه لا ينبغي أن يعتزَّ أحدٌ بِزخْرفها ونعيمها ،أردف هنا بذِكر مشاهدِ يوم القيامة وما فيها من أهوال ،وأنه لا ينجيّ في ذلك اليوم إلا من آمنَ وعمل صالحا ،ولا ينفع الإنسان مالٌ ولا بنون ولا جاهٌ ولا مناصب .
اذكر أيها الرسول ،للناس وأنذِرْهم يومَ نُفني هذا الوجودَ ونقتلع هذه الجبالَ من أماكنها ونسيّرها ونجعلها هباء منثورا ،كما قال تعالى في سورة النمل 88:{وَتَرَى الجبال تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السحاب} وتبصر في ذلك اليوم الأرضَ ظاهرة مستوية
لا عوج فيها ولا وادي ولا جبل .
{وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً}: وجمعنا الناس وبعثناهم من قبورهم فلم نترك أحدا ،
كما قال تعالى:{ذلك يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ الناس وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ} [ هود: 104] ،وعن عائشة رضي الله عنها قالت: « سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « يُحشَر الناس حفاةً عراة ..فقلت: الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض ؟فقال: الأمر أشدُّ من أن يهمَّهم ذلك »وزاد النِّسائِّي:{لِكُلِّ امرئ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [ عبس: 36] يعني: من شدّة الهول لا ينظر أحد إلى غيره .
قراءات:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر:{ويوم تُسيَّر الجبالُ} بضم التاء ورفع الجبال ،والباقون: نسير بضم النون ونصب الجبال .