البيت: الحرم المكي .
مثابة: مرجعا يثوب إليه الناس .
مقام إبراهيم: هو الحجر الذي كان يقوم عليه حين بناء الكعبة ،وقيل: إن الحرم كله مقام إبراهيم .
عهد: وصّى .
في هذه الآية يأتي الحديث عن إبراهيم وإسماعيل ،وعن البيت الحرام وشعائره ،لتقدير الحقائق الخالصة في ادعاءات اليهود والنصارى والمشركين جمعيا حول النسب الذي يمتُّ به ويحترمه أهل الكتاب ومشركو العرب ،وهو ملة إبراهيم ونسبه إلى عقيدة المسلمين .
اذكروا قصة بناء إبراهيم مع ابنه اسماعيل لبيت الله الحرام بمكة ،إذ جعلنا هذا البيت للخلَف ملاذا ومأمنا ،وإذ أمرنا الناس أن يتخذوا منه مكاناً يصلّون فيه .وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أي: وصيناهم بتطهير البيت ،وأن يصوناه من كل رجس معنوي كالشرك بالله وعبادة الأصنام ،أو رجس حسي كاللغو والرفث والتنازع فيه ،وقت أداء العبادات .كما أوصيناهما أن يجعلاه مهيَّأً للناس للطواف والصلاة والسعي .
ومقام إبراهيم الذي جاءت الإشارة إليه كان ملاصقاً للكعبة ،وكان الحجاج أثناء الطواف يتزاحمون عنده ،وربما حدث كثير من الانزعاج لبعضهم ،مما حدا بالمسئولين أن يستفتوا العلماء لإبعاده قليلا ،وقد أفتى بذلك جمهور من العلماء ،فتمت زحزحته عن مكانه .
وهناك من المفسرين من يقول: مقام إبراهيم هو الحرم جميعه سماه الله بيته ،لأنه أمر المصلّين أن يتوجهوا في عبادتهم إليه .
والحكمة في ذلك أن الناس في حاجة إلى التوجه إلى خالقهم لشكره والثناء عليه ،لكنهم يعجزون عن التوجه إلى «ذات مجردة » لا تنحصر في جهة ،فعيّن الله لهم هذا البيت المقدس نسبة إليه .
القراءات:
قرأ نافع وابن عام: «اتخذوا » بلفظ الماضي .