هونا: برفق ولين: يمشون بسكينة ووقار .
الجاهلون: السفهاء .
سلاما: مسالمة ومسامحة .
ختم الله تعالى هذه السورةَ الكريمة بصفاتِ عباده المؤمنين ،وبيّن فيها ما لهم من فاضِل الصفات وكامل الأخلاق التي تميّزوا بها ،وكانوا قدوة للعالم حين أعطوا المَثَلَ الأعلى في العدل والمساواة والتسامح .وقد عدّد في هذه الأية والآيات العشرة التي بعدها صفة مما تَشْرئبّ إليها أعناق العاملين ،وتتطلع إليها نفوس الصالحين ،الذين يبتغون المثوبة .وهي:
- فعباد الرحمن هم المتواضعون لله ،يمشُون في سَكينة ووقار غيرَ متكبرين .وليس معنى هذا أنهم يمشون متماوتين منكّسي الرؤوس كما يفهم بعضُ الناس ممن يريدون إظهار التقوى والصلاح ،كلا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعَ الناس مِشيئةً وأحسَنَها وأسكنها .
- وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما: إذا اعترضهم السفهاءُ وسبّوهم وآذوهم بالقول السيئ لم يقابلوهم بمثله ،بل يعفون ويصفحون ،فهم حُلماء لا يجهلون ،وإذا جُهِلَ عليهم حَلِموا ولم يسفهوا .