الكتاب: المراد به هنا جميع الكتب المنزلة .
عضّوا عليكم الأنامل: كنايةً عن شدة الغيظ ،والأنامل: أطراف الأصابع .
ذات الصدور: الخواطر التي في نفس الإنسان .
وهذا تحذير من أولئك الأشرار ،واتخاذهم أصفياء للمؤمنين .
ها أنتم أيّها المؤمنون ،تحبون أولئك الكفار المنافقين لما لبعضكم معهم من قرابة أو صداقة أو مصلحة ،وقد نهاكم الله عن اتخاذهم كذلك .إنهم لا يحبونكم لتعصّبهم لدينهم .( والسبب في ذلك أن كثيراً من الأنصار كان لهم قرابة أو نسب أو صداقة مع مواطنيهم في المدينة ،فلما أسلموا بقي أولئك على كفرهم وعنادهم وكيدهم للإسلام ،وبقي المسلمون بطيبة قلوبهم وصفاء نيَّتهم على حالهم السابقة معهم حتى نهاهم الله عن ذلك ) .
وإذا لقوكم أظهروا لكم الإيمان وقالوا آمنّا وصدّقنا بما جاء به محمد ،أما حين يفارقونكم فإنهم يكشفون لبعض عن حقيقة أنفسهم ويبرزون شدة العداوة لكم ،وقد يعضّون أطراف أصابعهم غيظاً منكم .قل يا محمد: موتوا بغيظكم .وهذا دعاء عليهم بازدياد الغيظ حتى يهلكوا .إن الله عليم بما تخفيه صدورهم من الحقد والحسد .