أهل الكتاب: اليهود والنصارى .
كلمة سواء: كلمة عدل وإنصاف .
بعد أن بيّن الله تعالى لنا حقيقة الأمر في قضية عيسى وكيف عرضها محمد في دعوته إلى التوحيد والإسلام ،وكيف عاند أهلُ الكتاب تلك الدعوة حتى اضطر النبي إلى دعوتهم إلى المباهلة ،فخافوا وأحجموا عنها ،طلب من رسوله الكريم أن يدعوهم هنا إلى أصل الدين وروحه الذي اتفقت عليه دعوة الأنبياء جميعا .فقل يا محمد: يا أهل الكتاب ،تعالوا إلى كلمة عادلة اتفقت عليها الرسل والكتب التي أُنزلت من عند الله ،وهي أن لا نعبد إلا الله ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دونه ،ولا نطيع أحداً غيره في تحليل أو تحريم .فإن أعرضوا عن هذه الدعوة ،وأبوا إلا أن يعبدوا غير الله ،فقولوا لهم أيها المسلمون: اشهدوا بأننا منقادون لأحكام الله ،ولا نعبد أحداً سواه .
روي عن عدّي بن حاتم قال: أتيت رسول الله وفي عنقي صليب من ذهب ،فقال: يا عدي ،اطرح عنك هذا الوثن .وسمعته يقرأ من سورة براءة:{اتخذوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ الله} .فقلت له: يا رسول الله ،لم يكونوا يعبودنهم ،قال: «أما كانوا يحللون ويحرّمون ،فتأخذون بأقوالهم ؟» قلت: نعم فقال: «هو ذاك » يعني أَن هذا التحريم والتحليل يجعلهم بمثابة الأرباب .