ثم بين الله تعالى للناس أن هذه الحياة فيها دستورٌ ثابت لا يتغير وهو أنه: كل ما يحلّ بكم أيها الناس من المصائب في الدنيا يكون بسبب معاصيكم ،وما اجترمتم من آثام .
ولو نظرنا الآن إلى أحوالنا نحن العربَ والمسلمين وما نحن عليه من ضعف وتأخر وتفكك ،لرأينا أن هذه الآية تنطبق على حالنا ومجتمعاتنا .
فنحن لا ينقصنا مال ولا رجال ،ولا أرض ،وإنما ينقصُنا صدق الإيمان ،واجتماع الكلمة ،والعمل الصحيح لبناء مجتمع سليم ،يجمع الكلمة ويوحّد الصفوف ،ويوفر هذه الأموال الضائعة على شهوات بعض أفراد معدودين من متنفّذي الأمة يبذّرونها على السيارات والقصور والأثاث الفاخر وإشباع الغرائز ،ويكدّسون أموال المسلمين في بنوك الأعداء .
ولو أن زكاة هذه الأموال صرفت على الدفاع عن الوطن ،والاستعداد لمواجهة العدو المتربص بنا لكان فيه الكفاية .إن العمل الصالح والتنظيم والحكم الأمين يدوم ويرفع مستوى الناس حتى يعيشوا في رغد من العيش ،أما الظلم والفساد والطغيان في الحكم واتباع الشهوات فإنه لا يدوم ،ويجعل الناس في قلق وبلبلة وشكّ وضياع كما هو واقع في مجتمعاتنا ....وهذا معنى{فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} .والله سبحانه وتعالى يرحم من تاب ويعفو عن كثير من الذنوب والأخطاء ،ورحمته واسعة والحمد لله .
قراءات:
قرأ نافع وابن عامر: بما كسبت أيديكم .والباقون: فبما كسبت أيديكم .