وحيا: كلاماً خفيا .
من وراء حجاب: يُسمع ولا يُرى .
بعد أن بين تعالى النعم الحسيّة التي يعيش بها الناس ،بيّن هنا النعمَ الروحية التي تحيا بها القلوب ،وتعمرُ الأنفس ،وبيّن أن الناس محجوبون عن ربّهم ،لأنهم في عالم المادة وهو منزَّهٌ عنها ،ولكن من رقَّ حجابُه ،وخَلَصَت نفسُه من شوائب المادة ،فإنه يستطيع أن يتصل بالملأ الأعلى ،وأن يسمع كلام ربّه بأحد الأوجه الآتية:
1- أن يحسّ بمعان تُلقى في قلبه ،أو يرى رؤيا صادقة كرؤيا الخليل إبراهيم بأنه يذبح ولده ...ورؤيا الأنبياء وحي .
2- أن يسمع كلاماً من وراء حجاب كما سمع موسى عليه السلام من غير أن يبصر من يكلّمه ،فقد سمع كلاما ولم ير المتكلم .
3- أن يرسل الله مَلَكا فيوحي إلى النبيّ ما كلّف به .