لَعَنِتُّم: وقعتم في تعب ومشقة .
الفسوق: الخروج عن الحد كالكذب والغيبة وغيرها .
العصيان: عدم الانقياد إلى الحق .
الرشاد: إصابة الحق واتباع الطريق السوي .
بعد أن حذّرهم الله تعالى من التعجّل في الأمور ،ووضّح كيف يتلقون الأخبار ويتصرفون بها ،بيّن لهم هنا أمراً عظيماً جدا ،ونعمة كبيرةً ورحمة لهم ،تعيش بينهم ليدركوا قيمتها وينعموا بوجودها فقال:{واعلموا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ الله} فاقدُروه حقَّ قدره ،واصدُقوه ،فإنه لو يطيعكم في كثير من الأمور ،لوقعتم في المشقة والهلاك .
{ولكن الله حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الأيمان وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكفر والفسوق والعصيان} .
وفي هذا توجيه من الله تعالى إلى نعمة الإيمان الذي هداهم إليه ،وكشف لهم عن جماله ،وجعلهم يكرهون الكفرَ والفسوق والعصيان ..وكلّ هذا من رحمته الواسعة .ثم بين أن من يتصف بهذه الصفات الحسنة ويتجنب الصفاتِ السيئة لهو من أهل الرشاد السالكين الطريقَ السوي .