/م6
المفردات:
لعنتم: لأصابكم العنت ،وهو المشقة والإثم .
الكفر: تغطية نعم الله تعالى بالجحود لها .
الفسوق: الخروج عن الحد كما سبق .
العصيان: عدم الانقياد .
الراشدون: الرشاد: إصابة الحق ،وإتباع الطريق السوي مع تصلب فيه ،من الرشادة وهي الصخرة .
التفسير:
7-{وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} .
واعلموا أيها الصحابة الكرام ،أن فيكم رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم ،الذي ختم الله به الرسالات ،وأوجب عليكم إتباعه ،وأوجب توقيره واحترامه ،وعدم التقدم عليه وعدم سبق حكمه .
وربما كان هناك من الصحابة من زين للرسول صلى الله عليه وسلم الهجوم على بني المصطلق وقتالهم ،بعد سماع كلام الوليد بن عقبة بن أبي معيط ،فكان مضمون الآية مفيدا الرد عليهم ،منبها إلى وجوب التثبت وعدم التسرع ،ووجوب التأني في اقتراح ما ينبغي عمله ،والانتظار لما يشير به الرسول الحكيم صلى الله عليه وسلم .
{لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم ...}
والعنت الوقوع في الشدة والمهالك ،لو أن الرسول سارع بإطاعة من حبب إليه قتال بني المصطلق ،ونفذ الأمر ،ثم تبينتم الحقيقة لوقعتم في الحرج والشدة والضيق ،بسبب وجود قتلى وجرحى أبرياء .
والنحاة هنا يسمون ( لو ) حرف امتناع ،أي: بسبب عدم طاعة الرسول للمتسرعين ،لم تقعوا في الحرج والهلاك ،وكان هناك عدد من الصحابة لا يميلون إلى التسرع ،ويرون التثبت ،وهم الذين عناهم الله بقوله:{ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون} .
تأتي ( لكن ) للاستدراك ،أي مغايرة ما بعدها لما قبلها ،أي مع وجود بعض المتسرعين بينكم ،لكن الله تعالى حبب الإيمان إلى أكثركم ،وزين الإيمان في قلوبكم ،أي جعله محبوبا محترما معشوقا ،صالحا للفداء والتضحية ،كذلك كره إلى جملة الصحابة ،{الكفر} .وهو جحود نعمة الله ،{والفسوق} .وهو الخروج على أمر الله ،{والعصيان} .وهو مخالفة أمر الله أو أمر رسوله .
{أولئك هم الراشدون} .
هؤلاء الأكثرية المهتدون المطيعون ،هم الذين منحهم الله الرشاد والهداية ،والتوفيق والتمسك بالإيمان ،وطاعة الله وطاعة رسوله .