/م6
المفردات:
الفاسق: هو الخارج عن حدود الدين ،من قولهم: فسق الرطب ،إذا خرج من قشره .
بنبإ: بخبر .
فتبينوا: التبيُّن هو طلب البيان ،والمراد: التثبت من صدق الخبر أو كذبه ،قال الراغب: ولا يقال للخبر نبأ إلا إذا كان ذا فائدة عظيمة ،وبه يحصل علم أو غلبة ظن .
أن تصيبوا قوما: لئلا تعتدوا على قوم .
بجهالة: جاهلين حالهم .
فتصبحوا: فتصيروا .
نادمين: مغتمين غما لازما ،متمنين أنه لم يقع ،فإن الندم هو الغم على وقوع شيء مع تمني عدم وقوعه .
التفسير:
6-{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} .
يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم من يحتمل فسقه بخبر عظيم من الأخبار ،فتثبتوا من صدق ذلك الخبر ،ولا تتسرعوا في الحكم على الآخرين خشية أن تعتدوا على قوم آمنين مستقيمين ،جاهلين إيمانهم واستقامتهم ،فتصيروا بعد العدوان عليهم نادمين مغتمين ،تتمنون لو أنكم ما فعلتم هذا العدوان على قوم لا يستحقونه .
فالآية الكريمة ترشد المسلمين في كل زمان ومكان إلى كيفية استقبال الأخبار استقبالا سليما ،وإلى كيفية التصرف فيها تصرفا حكيما ،فتأمر بالتثبت والتحقق من صحة الأخبار ،حتى يعيش المجتمع الإسلامي في أمان واطمئنان ،وفي بعد عن الندم والتحسر على ما صدر منه من أحكام .