وبعد أن بين الله تعالى أن الجزاء منوط بالأعمال ،أراد أن يبيّن ما يتعلق به الجزاء من صفات الأعمال والعاملين لها ،وأرشد إلى حقيقتين يترتب على كل منهما ما يليق بها من الجزاء:
1- لا يستوي الرديء والجيد من الأشياء والأعمال ،لا من حيث صلاح أمور الحياة بهما ،ولا في حكمهما عند الله .فبالظلم لا تستقيم الحياة ولا يرضى الله عنه .وذلك بخلاف العدل والصلاح .
2- إن الخبيث غرّار في الظاهر ،لكن الطيّب أفضلُ وأبقى .فالقليل من الحلال خير من الكثير الحرام ،كما أنه أدوَم وأطهر .
وما دام الأمر كذلك يا ذوي العقول المدركة ،فسارعوا إلى طاعة الله وقاية لكم من عذابه ،باختيار الطيبات واجتناب الخبائث .بذلك تفوزون في الدنيا والآخرة .