بعد أن جادل الكتابُ اليهود ،وعدّد مخالفتهم لصُلْب ديانتهم ،ونقضَهم المواثيق والعهود ،شرع هنا يفصّل ما عمله النصارى من تحريف في عقيدتهم .
إن الذين ادّعوا أن الله هو المسيح بن مريم قد كفروا وضلُّوا ضلالا بعيدا .والحق أن عيسى بريء من هذه الدعوى ،فقد قال لهم عكس ما ينسبون إليه .لقد أمرهم بعبادة الله وحده ،معترفاً بأنه ربه وربهم ..وجاء هذا صريحاً في الأناجيل ،ففي إنجيل يوحنا ( هذه هي الحياةُ الأبدية أن يعرِفوك أنت الإله الحقيقيَّ وحدك ،ويسوع المسيح الذي أرسلتَه ) .وبعد أن أمرهم عليه السلام بالتوحيد الخالص ،أتبعه بالتحذير من الشرك والوعيد عليه:{إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بالله فَقَدْ حَرَّمَ الله عَلَيهِ الجنة وَمَأْوَاهُ النار وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} ،إن اللهَ هو الذي خلقني وخلقكم جميعاً ،وهو مالك أمرِنَا جميعا ،وإن كل من يدّعي لله شريكاً ،فإن جزاءه أن لا يدخل الجنة أبدا ،وليس لمن يتعدى حدوده ويظلم ناصرٌ يدفع عنه العذاب يوم القيامة .