وبعد أن نفى سبحانه وتعالى عنهم حقيقة العلم ،أثبت لذاته الحجةَ البالغة التي لا تعلوها حجة فقال:
{قُلْ فَلِلَّهِ الحجة البالغة فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} .
قل أيها النبي لهؤلاء الجاهلين: إن لِلّهِ الحجةَ الواضحة على كذبكم وادّعائكم أن الله قد رضيَ بعلمكم ،ولا حجةَ لكم فيما تزعمون من الشِرك والتحليل والتحريم وغيرهما ،ولو شاء الله أن يَهديكم بغير هذه الطريقة التي أقام أمر البشر عليها ( وهي التعليم والإرشاد بطريق النظر والاستدلال ) ،لهداكم أجمعين ،فجعلكم تؤمنون بالفطرة كالملائكة ،ولجعل الطاعة فيكم بغير شعور منكم ولا إرادة ...وحينئذ لا تكونون من نوع الإنسان الذي قضت الحكمة وسبق العلم بخلقه مستعدّاً لعمل الخير والشر ،الحق والباطل .