بعد أن بين الله تعالى أنه إنما أنزل الكتاب إزالةً للعذر ،وهدى ورحمة للناس ،بيّن هنا أنه لا أمل في إيمان هؤلاء المعانِدين .ماذا ينتظرون ؟لقد قامت الحُجَّة على وجوب الإيمان ،ولم يفعلوا !فماذا ينتظرون !!
هل ينتظرون أن تأتيهم الملائكة رُسلاً بدل البشَر ؟أو ينتظرون شاهدين على صدقك ؟أو أن يأتيهم ربك ليروه عيانا ،أو يشهد بصدقك ؟أو أن تأتيهم بعض علامات ربك لنفس الغرض ؟
ثم يشير إلى تماديهم في تكذيب آيات الله ،وعدم اعتدادهم بها ،وأنه لا أمل في إيمانهم البتة .
{يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْراً ...} .
وعندما تأتي علامات ربك ما تُلجئهم إلى الإيمان لن ينفعهم إيمانهم حينئذٍ ،إذ يكون قد فات الأوان ،وانتهت مرحلة التكليف ،فلا ينفع العاصي أن يتوب .
قل لهؤلاء المعرضين المكذبين: انتظروا أحد هذه الأمور الثلاثة ،واستمروا على تكذيبكم ،إنا منتظرون حكم الله فيكم .
قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: «يأتيهم الملائكة » بالياء والباقون «تأتيهم » بالتاء .