أن تبسل نفس: أن تحبس بما كسبت وتمنع .البسل: حبس الشيء ومنعه بالقهر ،ومنه شجاع باسل أي مانع غيره .
تَعْدِل: تَفْد كل فداء .
الحميم: الشديد الحرارة .ألِيم: شديد الألَم .
واترك يا محمد ،أنت ومن اتبعك من المؤمنين ،جميعَ الذين اتخذوا دينهم لعبا ،فلقد خدعتهم الحياة الدنيا عن الآخرة ،فآثروها واشتغلوا بلذائذها الفانية .
وبعد أن أمرهم بترك المستهزئين بدينهم أمر بالتذكير بالقرآن فقال: ذكّر يا محمد دائما بالقرآن ،وحذرهم هول يوم القيامة ،يوم تُحبس فيه كل نفس بعملها .{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} .لا ناصر يومذاك ولا معين غير الله .
ثم أرشد إلى أنه لا ينفع في الآخرة إلا صالح الأعمال ،فلا شفيع ولا وسيط ،وكلُّ فِدية للنجاة من العذاب مرفوضة ولا ينفع النفسَ أي فدية تقدمها في ذلك اليوم .
ثم يبين الله أن هذا الإبسال كان بسوء صنِيعهِم ،حيث اتخذوا دينهم هزواً ولعباً فحُرموا الثواب ،وحُبسوا عن دار السعادة .لقد أحاطت بهم خطاياهم ،فاستحقّوا أن يكون{لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ} ،أي شراب من ماء شديد الحرارة ،وعذاب شديد الألم بنار تشتعل في أبدانهم .
وفي ذلك عبرة لمن ينفعه القرآن ،ولا يَغتَرُّ بلقب الإسلام فقط ،ويعلم أن المسلم من اتخذ القرآن إمامه ،وسنَّةَ رسوله طريقه ،لا من اغتّر بالأماني وركن إلى شفاعة الشافعين .
وفي ذلك عبرة لمن ينفعه القرآن ،ولا يَغتَرُّ بلقب الإسلام فقط ،ويعلم أن المسلم من اتخذ القرآن إمامه ،وسنَّةَ رسوله طريقه ،من اغتّر بالأماني وركن إلى شفاعة الشافعين .