اللهو: كل ما يلهى عن ذكر الله .
انفضّوا: انصرفوا .
روى الإمام أحمد والبخاري ومسلم والترمذي عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ قدمت عِير ( إبل محمَّلة طعاما وغير ذلك من الشام ) فابتدرها الناس حتى لم يبق في المسجد إلا اثنا عشر رجلاً أنا فيهم وأبو بكر وعمر ،فأنزل الله تعالى:{وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً} ...
والذي قدِم بهذه التجارة دِحْيةُ الكلبي من الشام ،وكانت العادةُ إذا قدمت هذه العير يُضرب بالطبل ليؤذَنَ الناسُ بقدومها ،فيخرجوا ليبتاعوا منها ،فيخرج الناس .فصادف مجيءُ هذه العِير وقتَ صلاة الجمعة ،فترك عدد من المصلّين الصلاة وذهبوا إليها .فعاتبهم الله على ذلك وأفهمهم أن الصلاة لها وقتٌ محترم
ولا يجوز تركها .ثم رغّبهم في سماع العظات من الأئمة وأن الله عنده ما هو خير من اللهو ومن التجارة ،فقال:
{قُلْ مَا عِندَ الله خَيْرٌ مِّنَ اللهو وَمِنَ التجارة والله خَيْرُ الرازقين}
فاطلبوا رزقه وتوكلوا عليه ،ولا يأخذ كل إنسان إلا ما كُتب له .والله كفيل بالأرزاق للجميع .
وكان عراك بن مالك ،رضي الله عنه ،إذا صلى الجمعة انصرف فوقف على باب المسجد فقال: اللهم إنّي أجبتُ دعوتك ،وصلّيت فريضتك ،وانتشرت كما أمرتَني ،فارزقني من فضلك وأنت خير الرازقين .عراك هذا من التابعين من الفقهاء العلماء .
والحمد لله أولا وآخرا .