/م9
في آخر الآيةمورد البحثورد ذمّ عنيف للأشخاص الذين تركوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في صلاة الجمعة وأسرعوا للشراء من القافلة القادمة ،إذ يقول تعالى: ( وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضّوا إليها وتركوك قائماً ) .
ولكن ( قل ما عند الله خير من اللهو ومن التجارة والله خير الرازقين ) .
فمن المؤكّد ،أنّ الثواب والجزاء الإلهي والبركات التي يحظى بها الإنسان عند حضوره صلاة الجمعة والاستماع إلى المواعظ والحكم التي يلقيها رسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما ينتج عن ذلك من تربية روحية ومعنوية ،لا يمكن مقارنتها بأي شيء آخر .فإذا كنتم تظنّون انقطاع الرزق فإنّكم على خطأ كبير لأنّ ( الله خير الرازقين ) .
التعبير ب «اللهو » إشارة إلى الطبل وسائر آلات اللهو التي كانت تستعمل عند دخول قافلة جديدة إلى المدينة .فقد كانت تستعمل كإعلان وإخبار عن دخول القافلة ،إضافةً إلى كونها وسيلة للترفيه والدعاية واللهو ،كما نشاهد ما يشابه ذلك في الغرب هذه الأيّام .
التعبير ب «انفضّوا » بمعنى الانتشار والانصراف عن صلاة الجمعة والذهاب إلى القافلة .فقد ورد في سبب النزول أنّ المسلمين تركوا الرّسول في خطبة الجمعة وتجمّعوا مع باقي الناس حول قافلة ( دحيّة )الذي لم يكن قد أسلم بعدولم يبق في المسجد إلاّ ثلاثة عشر شخصاً أو أقل ،كما جاء في رواية أخرى .
والضمير في «إليها » يرجع إلى التجارة التي أسرعوا إليها ،ولم يكن «اللهو » هو الهدف المقصود بل كان مجرّد مقدّمة للإعلان عن وصول القافلة إلى المدينة ،وكذلك للترفيه والدعاية للبضاعة .
التعبير ب «قائماً » يكشف عن أنّ الرّسول كان واقفاً يلقي خطبة الجمعة ،كما جاء في حديث عن جابر أنّه قال: ( لم أر رسول الله قطّ يخطب وهو جالس ،وكلّ من قال يخطب وهو جالس فكذّبوه ){[5288]} .
وجاء في رواية أخرى أنّه سئل عبد الله بن مسعود يوماً: هل كان الرّسول يخطب واقفاً ؟قال: ألم تسمعوا قوله تعالى: ( وتركوك قائماً ){[5289]} .
وجاء في «الدرّ المنثور » أنّ معاوية كان أوّل شخص ألقى خطبة الجمعة وهو «قاعد » .
/خ11