وبعد أن بين مصير الناس وأنهم قسمان: كافر بالله مكذِّب لرسله ومصيرُهُمْ النار ،ومؤمن بالله ومصدّق لرسله ويعمل الصالحات فهو من أهل الجنة ،بيّن هنا أمراً عظيما بقوله:
{مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله ..} .
إن ما يصيب الإنسان من خير أو شر إنما يكون بقضاء الله وقدَره بحسب النُظم التي وضعها للكون .فعلى الإنسان أن يجدَّ ويعمل ،ثم لا يبالي بعد ذلك بما يأتي به القضاء .على المرء أن يبذل جهده ويسعى في جلب الخير ودفع الضُرّ ما استطاع إلى ذلك سبيلا ،وأن يتوكل على الله ويؤمن به خالص الإيمان .
{وَمَن يُؤْمِن بالله يَهْدِ قَلْبَهُ والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} فالإيمان يضيء القلبَ ويشرح الصدر لخير العمل ،وأيّ نعمةٍ أعظمُ من هذه النعمة !!.