ويهيّئ له من أسباب الرزق من حيث لا يخطر له على بال .
فالتقوى ملاك الأمر عند الله ،وبها نيطت السعادةُ في الدارين .
روي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه انه قال: أجمع آيةٍ في القرآن:{إِنَّ الله يَأْمُرُ بالعدل والإحسان} وإن أكبر آية في القرآن فَرَجاً:{وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} .
{وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى الله فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ الله بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ الله لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً} .
ومن أخَذ بالأسباب وأخلص في عمله وتوكل على الله فإن الله تعالى يكفله ويكفيه ما أهمه في دنياه وأخراه ..وهكذا يجب أن تفهم هذه الآية الكريمة ،فليس معنى التوكل أن يقعد المرء ولا يعمل ويقول توكلت على الله .ولذلك قال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام: « اعقِلها وتوكل» إن الله تعالى بالغٌ مرادَه ،منفذٌ لمشيئته .
وقد جعل لكل شيء وقتا مقدَّرا بزمانه وبمكانه ،وبملابساته وبنتائجه وأسبابه ،وليس في هذا الكون شيء تمّ مصادفة ،ولا جزافا ،{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} [ القمر: 49] .{وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ} [ الرعد: 8] .
قراءات:
قرأ حفص: بالغ أمره بضم الغين وكسر الراء من أمره على الإضافة .والباقون: بالغٌ أمرَه بضم الغين والتنوين ،ونصب أمره .