مكّناكم في الأرض: جعلنا لكم قوةً لاستغلالها .
معايش: جمع معيشة: وهي كل ما يمكن من وسائل العيش .
بعد أن بين الله تعالى أنه هو واضعُ الدِين فيجب اتّباعه ،وقفّى على ذلك بذكر عذاب الدنيا ،وذكَر عذاب الآخرة ،أردف هنا بذكر ما أنعم به على عباده .
ولقد مكّناكم في الأرض وجعلنا لكم أوطاناً تستقرون فيها ،ومنحناكم القوة لاستغلالها ،وهيأنا لكم وسائل العيش فيها ،من نبات وأنعام وطير وسمك ومياه عذبة وأشربة مختلفة الطعوم والروائح ،ووسائل مختلفة للتنقل والارتحال من جهة إلى أخرى تتقدم بتقدم العلم والاختراع ،وغير ذلك مما يرفّه عنكم{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ الله لاَ تُحْصُوهَا} .وكل ذلك يقتضي منكم الشكَر الكثير ،لكنّكم{قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ} .وكما قال تعالى في آية أخرى{وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشكور} .
قراءات:
معايش بالياء ،قرأ بذلك جميع القرّاء ،ورُوي عن نافع «معائش » بالهمز .